روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | فإستبقوا الخيرات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > فإستبقوا الخيرات


  فإستبقوا الخيرات
     عدد مرات المشاهدة: 2826        عدد مرات الإرسال: 0

إن الإنسان خُلق في هذه الحياة ليعمل، ثم يُبْعَث يوم القيامة ليُجْزَى بعمله، فهو لم يُخْلَق عبثًا، ولن يُتْرَك سُدى، والسعيد من قدَّم لنفسه خيرًا يجده عند الله ذخرًا، والشقي من قدم لنفسه شرًا تكون عاقبته خسرًا.

فإنظروا في أعمالكم، وحاسبوا أنفسكم قبل إنقضاء آجالكم، فإن الموت نهاية العمل وبداية الجزاء، والموت قريب لا تدرون متى نزوله، والحساب دقيق لا تدرون متى حلوله، والشيب نذير الموت فإستعدوا له، وموت الأقران علامة على قرب موت الإنسان.

فتذكروا الموت وإعملوا لما بعده مما أنتم قادمون عليه ومقيمون فيه، ولا تنشغلوا عنه بما أنتم راحلون عنه وتاركوه، ولا تغرَّنكم الآمال الطوال، وتنسوا حلول الآجال، فكم من مؤمل أملًا لا يدركه، وكم من مصبح في يوم لا يدرك غروبه، ومُمسٍ في ليل لا يدرك صباحه، وكم من مُتمنٍ عند الموت أن يترك قليلًا ليصلح ما أفسد، ويستدرك ما ضيع، فيقال له: هيهات، إن ما تتمنى قد فات، قد حذرناك قبل ذلك وأنذرناك بأن لا رجوع هناك، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ* وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} [المنافقون:9-11].

إن كل إنسان ينتهي عمله عند حلول أجله، وهناك أعمال عملها في حياته وإستمر نفعها بعد مماته، فما دام نفعها مستمرًا فإن أجرها يجري لصاحبها مهما طالت مدتها، وهي كل مشروع خيري ينتفع به الناس والبهائم، كالأوقاف الخيرية، والأشجار النافعة المثمرة، وسقايات المياه، وبناء المساجد والمدارس، والذرية الصالحة، وتعليم العلم النافع، وإخراج الكتب المفيدة.

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتَفع به، أو ولد صالح يدعو له»، فهذا الحديث يدل على إنقطاع عمل الإنسان بموته، وأن محلَّ العمل هو مدة حياته.

فيجب على المسلم أن يحذر من الغفلة والإضاعة، وأن يبادر بفعل الطاعات قبل الموت، ولا يؤخِّر ذلك إلى وقت قد لا يدركه، والنصوص التي وردت بالحث على إستباق الخيرات والمسارعة إلى الطاعات والمبادرة بالأعمال نصوص كثيرة، مما يدل على أنها إذا لم يبادر إليها فاتت.

الكاتب: صالح بن فوزان الفوزان.

المصدر: موقع المحتسب.